تابِع @gallosane مدونة الوهج The glowing blog: عودة الانقلابات إلى القارة الإفريقية

24 ديسمبر 2022

عودة الانقلابات إلى القارة الإفريقية

الأسباب التي تؤدي إلي عودة الانقلابات في القارة الإفريقية

سبب تأييد الشعوب الإفريقية الانقلابات ضد الرؤساء المنتخبين

شهدت عدة الدول الإفريقية خاصة الفرنكوفونية انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة لا سيما سنة 2022 مما يجعل الانسان يتساءل عن الأسباب التي تؤدي إلى عودة هذه الانقلابات بعد الظن أن هذه الدول ستتمكن من تأسيس أنظمة ديموقراطية دستورية قوية.

وبعد الاستقلال منذ ما يزيد عن 60 سنة فإن غالبية الدول الإفريقية لم تتمكن من تأسيس مؤسسات دستورية قوية وقابلة للاستمرار، في الحين أن جميع هذه الدول نظمت انتخابات رئاسية وبرلمانية في السنوات الماضية إلا أن هذه الانتخابات افتقدت الشفافية والعدالة واستطاعت فقط تكوين جيش من المتملقين والصفاقين والذين يحومون حول الرئيس المنتخب ويشاطرونه في نهب أموال البلد وتخوين المعارضة ومحاربة الذين يبدون الرأي حول تسيير البلاد حيث يمارس هؤلآء المنتفعون بث سموم الفرقة والاقصاء في أذن الرئيس قائلين له أن هؤلاء الناس معارضة عميلة وخطرة على البلاد.

أغلبية الأنظمة المنتخبة في إفريقيا لا تستطيع استغلال الثروات الطبيعية الكثيرة لبلدانهم بل ظلت تعتمد على الشركات الأجنبية التي تأخذ دائما حصة الأسد من مردود الإنتاج، وهذه الأنظمة لا تفكر أبدا في التوزيع العادل لثروات البلاد على المواطنين بل تعتبرها ملكا له ولعائلته وتعطي فتاتها فقط لصفاقيها.

أغلبية الأنظمة المنتخبة لم تهتم باستثمار القوى البشرية لشعوبها والتكوين المهني القادر على خلق فرص العمل لمواطنيها ولكنها اعتمدت على الخبراء الأجانب تاركة شبابها في فاقة الفقر والبطالة وبدون مستقبل موعود، بالإضافة إلى تأجيج النعرات القبلية والجهوية مستوحاة من نظرية فرق تسد.

هناك ظاهرة جديدة ظهرت في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة الثورات وتمرد الشباب على الأنظمة تحت غطاء الجهاد ومن أهم أسباب التمرد المسلح هو فشل الأنظمة المنتخبة في الدول الإفريقية على خلق فرص العمل لتشغيل الشباب وإعطائهم مستقبلا جيدا لتكوين الأسر وفرصا للمشاركة في بناء الوطن، وبالتالي قد أدى هذا الإخفاق وعدم كفاءة الحكام الديكتاتوريين إلى أن حمل الشباب السلاح والقتال ضد الزمرة المنتفعة الحاكمة في كثير من الدول الإفريقية.

وليس غريبا أن يؤيد المواطنون الانقلاب ضد الرئيس الذي انتخبوه بعد رأوا فيه فشلا ذريعا في حكم البلاد وتسيير مواردها الاقتصادية حيث كان السائد هو النهب والسلب والتمسك بالسلطة، فتأييد الشعب للانقلاب ليس حبا للعسكر ولكنه كرها للرئيس المنقلب عليه لأنه الوسيلة الوحيدة للتخلص منه بعد أن أحاط نفسه بمجموعة منتفعة.

ومن المعلوم أن الدول التي تتكرر فيها الانقلابات هي دول فاشلة بمعنى الكلمة وليس لها مستقبل واعد في القريب العاجل لأنه متى ذاق العسكر الحكم لن يتركه أبدا فالعسكر هو العسكر ولو بدل بذلته بثوب مدني كما يفعلون دائما ولكن بذلته العسكرية تبقى تحت الثوب المدني.

الهدف الرئيسي◄► البيئة النظيفة ☼ الصحة للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Big luck